يجيب الدكتور أحمد شعبان أخصائي جراحة وأمراض الكلى والمسالك البولية والعقم في هذا المقال عن أهم الاستفسارات الشائعة والمعتقدات الخاطئة التي تنتشر عن الضعف الجنسي عند كلا الجنسين
يُعرف الضعف الجنسي بأنه مجموعة من المشكلات التي تُعيق قدرة طرف واحد أو كلا الطرفين على إتمام الجماع في مراحله الأربعة الرئيسية كاملةً، ابتداءً بالرغبة الجنسية، ثم الاستثارة الجنسية، ثم النشوة الجنسية، انتهاءً بالاسترخاء.
يتم تصنيف المشكلات المرتبطة بحدوث الضعف الجنسي إلى أربع أنواع رئيسية ترتبط بعدة عوامل طبية، ونفسية، حيث تُؤثر على ما نسبته 43% من النساء، و 31% من الرجال،[1] تنقسم هذه الأنواع الأربعة إلى:
النوع الأول من الضعف الجنسي: اضطرابات الرغبة الجنسية
وهي واحدة من أكثر أنواع الضعف الجنسي شيوعًا، حيث تُؤثر اضطرابات الرغبة الجنسية بشكل أكثر على النساء بنسبة 30٪، بينما تنخفض في الرجال بنسبة 15٪، [1] ويُعاني الرجال والنساء على حد سواء في هذه الحالة من تدني الإحساس بالمشاعر الجنسية أو الاستجابة للتحفيز الجنسي من قبل الطرف الآخر، لمدة تزيد عن 6 أشهر كاملة.[3]
أسباب اضطراب الرغبة و الضعف الجنسي
من أسبابها الضعف الجنسي المرتبط باضطراب الرغبة الجنسية ما يلي[1] :[3]
- أسباب بيولوجية: كالأمراض الهرمونية، أو بعض الحالات المرضية، أو تناول بعض أنواع الأدوية، أو حدوث بعض الآلام المزمنة.
- أسباب نفسية: كالإصابة بالقلق، أو الاكتئاب، أو الصدمة النفسية.
- أسباب شخصية: قد تتعلق بنجاح وجودة العلاقة، أو ضعف التواصل مع الشريك، أو سوء التكنيكات الجنسية المستخدمة من قبل الشريك.
- أسباب اجتماعية: مثل تدني مستوى الثقافة التي يفرضها المجتمع حول الجنس، وعدم الإلمام والمعرفة بالثقافة الجنسية.
علاج اضطراب الرغبة الجنسية عند الرجال
يُعد العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون هو الحل المثالي والأفضل للتعامل مع انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال، وتأتي بعدة أشكال، أهمها ما يلي:
- زرعات تحت الجلد (Implants).
- حقن (Injections)
- جل (Gels)
- أقراص قابلة للأكل توضع تحت اللسان (Torches).
علاج اضطراب الرغبة الجنسية عند النساء
يتبع الأطباء عدة طرق علاجية يستهدف فيها معالجة الأسباب التي أدت لنشوء هذا النوع من الاضطراب المؤدي إلى الضعف الجنسي، قد تشمل التثقيف الجنسي وتقديم الاستشارات الجنسية، والعلاج بالأدوية، والعلاج الهرموني في بعض الأحيان.[9]
التثقيف الجنسي لعلاج الضعف الجنسي
يُساعد التحدث مع معالج ضعف جنسي محترف على معالجة المخاوف الجنسية، حيث تُساعد الاستشارات التي يتم تقديمها للأزواج في زيادة مشاعر الحميمية والرغبة الجنسية لدى الطرفين.[9]
ويجدر التّنويه إلى أنّ الأفلام الإباحية وغيرها من المصادر غير الموثوقة ولا الصّحيحة تساهم في انتكاس الثقافة الجنسية لدى الشريكين وهذا ما يؤكد عليه د.الدكتور أحمد شعبان أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية والعقم وجراحة المنظار وزراعة الكلى. وتسبب حالة من التّوقعات غير الصحيحة عن طبيعة العلاقة الجنسية وكيف تتم.
العلاج بالأدوية
جنبًا إلى جنب مع الاستشارة، قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية لزيادة الرغبة الجنسية، وتوصف بوصفة طبية تحت إشراف الطبيب،[9] وتشمل ما يأتي:
- فليبانسرين (Flibanserin).
- البريميلانوتيد (Bremelanotide).
العلاج الهرموني لمشكلة الضعف الجنسي
يؤدي جفاف أو تقلص المهبل إلى تقليل الرغبة الجنسية بسبب عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس مؤديًا إلى الضعف الجنسي، لكن، يُمكن أن تساعد بعض الأدوية الهرمونية التي تهدف إلى تخفيف الأعراض في جعل الجنس أكثر راحة وأكثر رغبة، وتشمل ما يأتي:[9]
- العلاج بالأستروجين.
- العلاج بالتستوستيرون.
- العلاج بالبراستيرون.
- العلاج باستخدام أقراص أوسبيميفيني.
النوع الثاني من الضعف الجنسي: الألم الجنسي (عسر الجماع)
وهو واحد من أهم أنواع الضعف الجنسي، حيث تُؤثر اضطرابات الألم الجنسي أو ما يُعرف بعسر الجماع على 10٪ – 15٪ من النساء، وأقل من 5٪ من الرجال،[1] وهو عبارة عن آلام تحدُث في الأعضاء التناسلية قبل أو أثناء أو بعد الإيلاج، مؤديةً إلى تجنب الاتصال الجنسي مع الشريك.[9]
أسباب الألم الجنسي عند النساء
من الممكن أن تتسبب عوامل مؤقتة بحدوث الألم أثناء الجماع، كعدم استخدام السائل المزلِق، أما في الحالات الطبية الأكثر شيوعًا، قد تتسبب بعض حالات التوتر بحدوث انقباضات تؤدي لحدوث ألم أثناء الإيلاج.[5]
قد يتسبب الجماع بعد فترة طويلة من الانقطاع عنه بحدوث الألم أثناء الإيلاج، وعلى النقيض من ذلك، يُمكن للجماع المتكرر أن يُحدِث ذلك، وقد يُسبب تمزق غشاء البكارة أثناء الإيلاج حدوث بعض الألم وعسر الجماع في حالات معينة.[5]
يُعد التشنج المهبلي أحد أهم الأسباب الأخرى لحدوث الألم الجنسي عند النساء، وهو انقباض وتقلُّص لا إرادي في عضلات المهبل في الجزء الخارجي منه، بما يتعارض مع الإيلاج الجنسي، وقد يحدُث ذلك نتيجة عوامل نفسية مثل الخوف من الإيلاج، أو كاستجابة مباشرة للألم.[5]
أسباب الألم الجنسي عند الرجال
يتم تعريف عسر الجماع أو الألم الجنسي عند الذكور بأنه ألم متكرر أو مستمر في الأعضاء التناسلية عن ممارسة أي نشاط جنسي (أثناء القذف أو أثناء الانتصاب)، يستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، ومن أسبابه المحتملة الشائعة:[7]
- التهاب الإحليل الحاد.
- التهاب المثانة الحاد.
- التهاب البروستاتا الحاد.
- آلام الحوض المزمنة.
- رد فعل تحسسي تجاه نوع معين من الواقي الذكري.[8]
- القلاع أو داء المبيضات الذكري، وهو عدوى تسببها فطريات على شكل خميرة تسمى المبيضات البيضاء ، والتي تصيب بشكل شائع رأس القضيب[8]
- الالتهابات المنقولة جنسيًا، بما في ذلك الهربس.[8]
علاج الألم الجنسي عند النساء
يُمكن علاج الضعف الجنسي بسبب الشعور بالألم عند النساء عبر اتباع واحدة من الطرق التالية تبعًا للتشخيص لكل حالة على حدة:
الكريمات الهرمونية الموضعية
يُمكن علاج الألم الجنسي من خلال تطبيق كريم الاستروجين الموضعي عند النساء في سن اليأس، أو عند النساء المصابات بعسر الجماع الناجم عن ضمور العضو التناسلي، أو المصابات بمتلازمة الجهاز البولي التناسلي التي تترافق مع انقطاع الحيض.[6]
يُساعد الكريم الهرموني المحتوي على نسب معينة من هرمون التستوستيرون والاستراديول، داخل المهبل ليلاً أو مرتين يوميًا، على توسيع المهبل وتخفيف الشعور بالألم أثناء الجماع.[6]
العلاج الطبيعي لقاع الحوض لمشكلة الضعف الجنسي
يُفيد هذا النوع من العلاج النساء المصابات بآلام الحوض أثناء الإيلاج واختراق القضيب، عبر عدة تمارين تُساعد على استرخاء وتمدد عضلات الحوض.[6]
أجهزة توسيع المهبل
يُوصف العلاج بهذه الأنواع من الأجهزة لعلاج آلام الحوض الناجمة عن عضلات الحوض المشدودة التي تُؤدي للجماع المؤلم.[6]
العلاج النفسي
غالبًا ما تساعد الإحالة إلى معالج جنسي معتمد، للحصول على علاجات نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج المعرفي عند النساء في إدارة الخوف والقلق من الألم والإيلاج.
علاج الألم الجنسي المسبب لـ الضعف الجنسي عند الرجال
يتم علاج عسر الجماع أو الألم الجنسي عند الرجال عبر عدة طرق تبعًا لكل حالة على حدة، وتشمل التالي:[8]
- علاج الالتهابات أو العدوى التي تسببت بحدوث الألم أثناء الجماع عبر المضادات الحيوية التي يتم وصفُها بواسطة الطبيب الأخصائي.
- العلاج النفسي إذا لم يكن هناك سبب جسدي يسبب الألم، حيث يقوم الطبيب بإحالتك إلى معالج جنسي.
- الأدوية المضادة للحساسية، في حالة كان السبب هو الحساسية لأحد المنتجات كالواقي الذكري أو المزلق المهبلي.
النوع الثالث من الضعف الجنسي: انخفاض الاستثارة الجنسية
تتمثل انخفاض الاستثارة الجنسية بعدم الاستجابة الشخصية ولا الجسدية لأي نوع من أنواع التحفيز الجنسي للأعضاء التناسلية وغير التناسلية، حيث ينخفض الإحساس بالاهتمام الجنسي وتنخفض القدرة على بدء ممارسة أي نشاط جنسي، وتغيب المتعة أثناء ممارسة الجنس، وتتدنى القدرة على استحضار الأفكار والتخيلات الجنسية.[4]
أسباب انخفاض الاستثارة الجنسية
ومن أسباب الضعف الجنسي الناجم عن حدوث انخفاض الشعور بالاستثارة الجنسية، لك ما يلي:[4]
- عوامل طبية كاضطرابات الجهاز البولي التناسلي، وانقطاع الطمث وضمور المهبل لدى النساء.
- التغير في مستويات بعض الهرمونات الجنسية، ويحدث ذلك أثناء فترات الحمل، وما بعد الولادة، وأثناء الدورة الشهرية.
- تناول بعض الأدوية، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين.
- نقص المهارات الجنسية، أو ضعف التواصل مع الشريك وفهم احتياجاته الجنسية.
- عوامل نفسية كالاكتئاب، والقلق، والتوتر، والتشتت.
- بعض الاضطرابات المزمنة (مثل مرض السكري والتصلب المتعدد)، حيث تؤدي إلى تلف الأعصاب اللاإرادية أو الجسدية، مما يؤدي إلى انخفاض الإحساس في مناطق الأعضاء التناسلية.
علاج انخفاض الاستثارة الجنسية
يُمكن علاج ذلك عبر عدة حلول، تشمل العلاج الهرموني إذا كان السبب المؤدي لذلك فسيولوجيًا، أو عبر تقديم الدعم والعلاج النفسي إذا كان السبب نفسيًا، بالإضافة إلى تقديم بعض جلسات التثقيف الجنسي للتعامل مع الأسباب المؤدية لحدوث الضعف الجنسي نتيجة انخفاض الاستثارة، [4] ومن طرق العلاج ما يلي:
العلاج بالاستروجين
يُستخدم الأستروجين خاصةً عند النساء، لدوره فيما يلي:
- تحسين المزاج.
- المحافظة على حساسية الأعضاء التناسلية واستجابتها للمحفزات.
- تحسين رطوبة المهبل، مما يُعزز أفضل استجابة للاستثارة الجنسية.
غالبًا ما يُوصف العلاج بالأستروجين للنساء في سن اليأس – بعد انقطاع الحيض.[4]
العلاج بالتستوستيرون والاستروجين معًا
يُوصف هذا المزيج العلاجي أيضًا للنساء في سن اليأس، حيث يؤدي وظيفته في زيادة الرغبة الجنسية وتقليل الضعف الجنسي لدى النساء، وزيادة الاستثارة والشعور بالنشوة الجنسية.[4]
العلاج بالبراستيرون
يُخفف العلاج بالبراستيرون من الأعراض المرتبطة بانخفاض الاستثارة الجنسية والضعف الجنسي عند النساء، والتي تشمل جفاف المهبل، وعسر الجماع، اللذان يتسبب بهما انقطاع الطمث بعد سن اليأس، حيث يزيد البراستيرون أيضًا من حساسية واستجابة الأعضاء التناسلية، والشعور بالنشوة والاستثارة الجنسية.[4]
النوع الرابع من الضعف الجنسي: اضطرابات النشوة الجنسية
يُعد اضطراب النشوة الجنسية سببًا شائعًا نسبيًا عند النساء، حيث يؤثر على حوالي 10٪ – 15٪ منهم، وفقًا للدراسات السكانية،[1] كما تُشير أيضًا إلى أن حوالي 8٪ من الرجال يعانون من تأخر حدوث النشوة الجنسية أو غيابها، وتزداد احتمالية حدوثه مع تقدم الرجل بالعمر مما يُؤدي للإصابة بالضعف الجنسي.[11]
أسباب اضطراب النشوة الجنسية عند الرجال
تُؤثر العديد من الأسباب على الضعف الجنسي والنشوة الجنسية عند الرجال،[10] وتشمل ما يأتي:
- ضعف الانتصاب وهي من الحالات التي تُعالج بتقنيات حديثة مثل؛ دعامات القضيب التي تتميز بكونها فعّالة وآمنة وتحقق نسبة رضا وإشباع جنسي عند الطرفين بنسبة لا تقل عن 90 إلى 95%.[13]
- ضعف إنتاج السائل المنوي.
- القذف المبكر أو تأخر القذف.
- النشوة الجنسية دون حدوث القذف.
- قصور الغدد التناسلية، مما يؤدي لانخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون..[11]
- الإصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التصلب المتعدد، أو الاعتلالات العصبية..[11]
- تناول مضادات الاكتئاب..[11]
- تعاطي المخدرات..[11]
- رد فعل كواحد من الآثار الجانبية جراء تناول بعض أنواع الأدوية..[11]
- أسباب نفسية، كالقلق، والتوتر، والاكتئاب، وغيرها العديد.[11]
علاج اضطراب النشوة الجنسية عند الرجال
يمكن استخدام مجموعة متنوعة من العلاجات لمعالجة الضعف الجنسي واضطرابات النشوة الجنسية عند الرجال، وتشمل ما يأتي:[11]
- بدائل التستوستيرون، أو عقاقير تعزيز هرمون الدوبامين.
- العلاج النفسي لبعض المشكلات النفسية المتعلقة بحدوث اضطراب النشوة الجنسية.
- العلاج الجنسي لبعض المشاكل الجنسية، لإعادة الوظائف الجنسية إلى طبيعتها.
- تُقلل بعض الأدوية مثل الفياجرا (سيلدينافيل) وسياليس (تادالافيل) من الضعف الجنسي عبر زيادة تدفق الدم إلى القضيب، لكنها تعمل على معالجة الانتصاب دون علاج انخفاض الرغبة الجنسية، لكنها تُسهِّل على الرجل الوصول إلى النشوة الجنسية.
أسباب اضطراب النشوة الجنسية عند النساء
تتسبب عدة عوامل في عدم وصول المرأة للنشوة الجنسية، قد تكون أسبابها مؤقتة، أو نفسية ، أو فسيولوجية، وتشمل ما يأتي:[13]
- مدة المداعبة الغير كافية من قبل الرجل.
- انتهاء الجماع قبل استثارة المرأة، وتحدث عند القذف المبكر من قبل الرجل.
- ضعف الثقافة الجنسية عند كلا الشريكين.
- الاضطرابات النفسية.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
علاج اضطراب النشوة الجنسية عند النساء
غالبًا ما يساعد علاج الضعف الجنسي النساء وشركائهم على التعامل مع المشكلات التي تؤثر على حياتهن الجنسية، وتشمل العلاجات:
- تثقيف المراة أو الشريكين معًا حول آلية حدوث التحفيز والاستجابة الجنسية.
- توضيح الرغبات الجنسية لبعضهم البعض بشكل بنَّاء؛ للانتهاء بعلاج جميع الأسباب التي أدت إلى اضطراب حدوث النشوة الجنسية.[12]