قلة الحيوانات المنوية

قد يكون تأخر الإنجاب ناجمًا عن مشاكل لدى الرجل أو المرأة، ولعلّ قلة الحيوانات المنوية أو قلة النطاف (Oligospermia) هي أحد الأسباب التي تكمن وراء ذلك لدى الرجل، فما أسبابها؟ وما أعراضها؟ وكيف يمكن علاجها؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال مع أخصائي جراحة وأمراض الكلى والمسالك البولية والعقم الدكتور احمد شعبان.

تحدث قلة الحيوانات المنوية عندما يكون عددها أقل من 10- 15 مليون حيوان منوي في مليلتر من السائل المنوي، أو أقل من القيمة المتفق عليها طبيًا كحد أدنى لعدد الحيونات المنوية، لذلك فإن فرص تخصيب البويضة تكون أقل، وبناءً على ذلك تقل فرص الحمل.

ملاحظة: إن الإصابة بقلة الحيوانات المنوية الأخرى لا تعني بأن فرص الحمل معدومة، ولكنها تكون أقل مقارنةً بالوضع الطبيعي، وقد يحدث الحمل بصورةٍ طبيعية طالما أنه لا توجد مشاكل أخرى؛ مثل لزوجة أو تشوهات فيها.

أعراض قلة الحيوانات المنوية

إن صعوبة حدوث الحمل أو تأخره هي العَرَض الرئيسي لهذه الحالة، وقد يكون ذلك مرتبطًا بأعراض أخرى تختلف باختلاف المسبب، ومنها الآتي:

ضعف الرغبة الجنسية.
صعوبة في تحقيق انتصاب أو الحفاظ عليه.
ألم الخصية، أو انتفاخها.
قلة نمو شعر الوجه والجسم.

أسباب قلة الحيوانات المنوية

ونذكر من أبرزها ما يلي:

مشاكل هرمونية، مثل: قصور الغدة التناسلية؛ أي انخفاض إنتاج الهرمونات الجنسية.
مشاكل الخصية مثل: دوالي الخصية (Varicocele).
التعرض لضربة أو جراحة في الخصية أو ما حولهما.
مشاكل في الانتصاب أو القذف؛ كالتي تحدث نتيجة الإصابة بمرض السكري أو إصابات العمود الفقري أو القذف المرتجع.
انسداد الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية (الأسهر)، أو قد يكون الـ انسداد داخل الخصية أو في البربخ أو مجرى البول أو بالقرب من قنوات القذف.
الإصابة بمشكلة الخصية المعلقة في الصغر.
مشاكل المناعة الذاتية، وفيها تُهاجم الأجسام المضادة في الجهاز المناعي الحيوانات المنوية على أنها مواد ضارة.
الإصابة بعدوى أو التهاب، مثل: الزهري (Syphilis)، أو السيلان (Gonorrhea)، أو التهاب البروستاتا.
اضطرابات كروموسومية، مثل: متلازمة كلاينفيلتر.
استخدام بعض العلاجات أو الأدوية: مثل: العلاج الكيمياوي أو الإشعاعي أو معززات التستوستيرون التي يتم تسويقها للرياضيين.
أنماط الحياة؛ مثل: التدخين، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو الوزن الزائد، أو التعرض لضغط نفسي وتوتر، أو ممارسات تؤدي لتعرض الخصية لحرارة عالية كأحواض السباحة أو وضع جهاز اللاب توب فوق القدمين، أو التعرض للمواد الكيماوية والإشعاعات ومبيدات الحشرات والمعادن الثقيلة.

تشخيص قلة الحيوانات المنوية

يتم تشخيص قلة الحيوانات المنوية عن طريق في حال كان عددها أقل من 15 مليون حيوان منوي عند أخذ عينة من السائل المنوي وإخضاعها للفحص المخبري، بحيث يتم حساب عدد الحيوانات المنوية الموجودة في كل مليلتر منها، وبناءً على ذلك قد يتم طلب فحوصات أخرى لتحديد السبب؛ مثل: فحص البول بعد عملية القذف، وفحص الهرمونات، وتصوير الخصيتين أو البروستاتا بالأشعة فوق الصوتية،

علاج المشكلة

يتم علاج قلة الحيوانات المنوية بعلاج المسبب، وقد تتضمن خطة العلاج ما يلي:

الاستمرار بالمحاولة واتباع نمط حياة صحي

وفيه يوصي الطبيب بدايةً بمحاولة الجماع كل يومين أو ثلاثة أيام، إلى جانب اتباع ما يلي:

الإقلاع عن التدخين والكحول والمخدرات.
تقليل الوزن في حالات السمنة.
ممارسة تمارين الرياضة بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

الأدوية

ومنها ما يلي:

المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.
الأدوية الهرمونية؛ مثل: موجهات الغدد التناسلية (Gonadotropins) لعلاج قصور التناسلية.

الجراحة

ومنها:

جراحة تصحيح دوالي الخصية.
جراحة إصلاح انسداد الأسهر أو أي انسدادات أخرى.

تقنيات المساعدة على الإنجاب

مثل: أطفال الأنابيب أو عملية الحقن المجهري، ويُلجأ لهذا الخيار في حال وجود عدد قليل جدًا من الحيوانات المنوية بالرغم من محاولة الحمل لمدة عامين على الأقل، وفيه يتم تخصيب البويضة الناضجة بالحيوانات المنوية في المختبر، ومن ثم إعادتها إلى رحم المرأة.