المقالات الطبية
تأخر البلوغ عند الذكور: أسبابه وطرق العلاج

يُعرَّف تأخر البلوغ عند الذكور بأنه عدم ظهور علامات البلوغ في السن المتوقع، وغالبًا ما يُشار إلى تأخر البلوغ عندما لا تبدأ علامات البلوغ بالظهور حتى سن 14 عامًا. في الظروف الطبيعية، تبدأ علامات البلوغ مثل تضخم الخصيتين، نمو الشعر في المناطق التناسلية، وتغير الصوت، بالظهور بين سن 9 إلى 14 عامًا. ولكن عند تأخر البلوغ، تبقى هذه العلامات غائبة أو تتطور ببطء شديد.
العلامات والأعراض الشائعة لتأخر البلوغ عند الذكور
تتضمن أعراض تأخر البلوغ عند الذكور ما يلي:
- عدم نمو الخصيتين أو تأخر نموهما بعد سن 14
- قلة أو انعدام نمو شعر العانة أو شعر الوجه
- بطء في تطور الطول أو البنية الجسدية مقارنة بالأقران
- صوت الطفولة يبقى كما هو دون تغير
- انعدام نمو العضلات أو تغيّر ملامح الجسم الذكورية
- تأخر ظهور الانتصاب أو تغيرات الأعضاء التناسلية
في بعض الحالات، قد يُلاحظ الأهل أن الطفل يبدو أصغر سنًا أو جسديًا أقل تطورًا مقارنة بأقرانه من نفس العمر.
أسباب تأخر سن البلوغ عند الذكور
تأخر البلوغ البنيوي (الوظيفي)
ويُعد من أكثر الأسباب شيوعًا، وهو غالبًا وراثي، حيث يكون هناك تاريخ عائلي لتأخر البلوغ عند الأب أو الإخوة. في هذه الحالات، يكون الطفل سليمًا صحيًا، لكنه يدخل مرحلة البلوغ متأخرًا ثم يلحق أقرانه دون الحاجة لتدخل طبي.
نقص الهرمونات (قصور الغدد التناسلية)
يحدث عندما لا تفرز الغدة النخامية أو الخصيتان الهرمونات اللازمة لبدء البلوغ. هذا القصور قد يكون أوليًا (ناتج عن مشكلة في الخصيتين نفسها)، أو ثانويًا (ناتج عن خلل في الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد في الدماغ).
اضطرابات وراثية أو خلقية
تتضمن أهمها:
- متلازمة كلاينفلتر (Klinefelter syndrome): حالة وراثية تحتوي فيها خلايا الجسم على نسخة إضافية من الكروموسوم X، مما يؤدي إلى ضعف في نمو الخصيتين وإنتاج التستوستيرون.
- متلازمة كالمان (Kallmann syndrome): تؤثر على تطور الجزء المسؤول عن إنتاج الهرمونات الجنسية في الدماغ، وغالبًا ما تترافق مع ضعف حاسة الشم.
أمراض مزمنة
بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى، السكري، وأمراض الجهاز الهضمي (مثل داء كرون أو الاضطرابات الهضمية) قد تؤثر على نمو الجسم والبلوغ.
سوء التغذية أو نقص الوزن
النقص الشديد في التغذية أو اضطرابات الأكل قد يؤخر البلوغ، خاصةً إذا لم يحصل الجسم على السعرات والبروتينات اللازمة للنمو الطبيعي.
استخدام بعض الأدوية أو العلاجات
مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو بعض الأدوية التي تؤثر على الغدد الصماء.
كيف يتم تشخيص تأخر البلوغ عند الذكور؟
يعتمد التشخيص على:
- الفحص السريري، لقياس حجم الخصيتين، الطول، الوزن، وتقييم درجة التطور الجسدي
- تحليل هرموني، لقياس مستويات الهرمونات مثل التستوستيرون، LH، FSH، وهرمون النمو
- التصوير بالأشعة السينية.
- اختبارات إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ إذا كان يُشتبه في وجود خلل بالغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لم تظهر أي علامة على البلوغ بعد سن 14، أو إذا بدأت علامات البلوغ ولكن توقفت فجأة ولم تتطور خلال 6 أشهر، فيُفضل استشارة طبيب مختص بالغدد الصماء أو طب الأطفال لمتابعة الحالة وتحديد السبب.
طرق علاج تأخر سن البلوغ عند الذكور
يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء التأخر:
في حالات تأخر البلوغ البنيوي
غالبًا لا يحتاج المريض إلى علاج، ولكن في بعض الأحيان، يُعطى جرعة خفيفة من التستوستيرون لمدة قصيرة لتحفيز عملية البلوغ وتخفيف القلق النفسي.
في حالات نقص الهرمونات أو اضطرابات الغدد
يتم استخدام العلاج الهرموني التعويضي مثل:
- حقن التستوستيرون لفترة طويلة
- العلاج بالهرمونات المنبهة للخصية لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية والبلوغ الطبيعي
في الحالات الناتجة عن أمراض مزمنة
يُركّز العلاج على السيطرة على المرض الأساسي، مثل تحسين التغذية أو علاج داء كرون أو غيره من الحالات المؤثرة.
الخلاصة
تأخر البلوغ عند الذكور حالة شائعة، وفي معظم الأحيان لا تكون خطيرة. لكن من المهم التقييم الطبي المبكر خاصًة عند دكتور لديه خبرة واسعة وطويلة مثل الدكتور أحمد شعبان لتحديد السبب، خصوصًا إذا لم تظهر علامات البلوغ بعد سن 14. يمكن علاج معظم الأسباب بشكل فعّال.
اقرأ أيضًا: أسباب كثرة التبول
المراجع: