المقالات الطبية
التهاب الخصية: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

يُعد التهاب الخصية من الحالات الطبية التي قد تصيب الذكور في مختلف الأعمار، خاصة في فترة المراهقة أو بعد سن البلوغ. وهو حالة يحدث فيها تورم أو ألم في إحدى الخصيتين أو كلتيهما نتيجة عدوى أو سبب آخر، وقد تكون الأعراض مزعجة وتؤثر على الحياة اليومية. من المهم التعرف على أسبابه وأعراضه لتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب.
ما هو التهاب الخصية؟
التهاب الخصية هو التهاب يُصيب إحدى الخصيتين أو كليهما، وقد يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. أحيانًا يحدث الالتهاب وحده، وأحيانًا يكون مصاحبًا لالتهاب البربخ (الأنبوب المتصل بالخصية والمسؤول عن نقل الحيوانات المنوية)، وهو ما يُعرف بـ “التهاب البربخ والخصية”.
أسباب التهاب الخصية
1. العدوى الفيروسية
السبب الفيروسي الأكثر شيوعًا هو فيروس النكاف، خاصة عند المراهقين أو البالغين الذين لم يتلقوا تطعيم النكاف. وقد تظهر أعراض التهاب الخصية بعد 4–7 أيام من بداية تورم الغدد اللعابية.
2. العدوى البكتيرية
تشمل:
- العدوى المنقولة جنسيًا، مثل السيلان أو الكلاميديا.
- عدوى المسالك البولية، والتي قد تنتقل إلى الخصيتين عبر مجرى البول أو الدم.
- التهابات البروستاتا المزمنة، والتي قد تنتشر نحو الخصية.
3. أسباب أخرى
- الإصابات المباشرة أو الجراحات السابقة في منطقة الحوض.
- القسطرة البولية الطويلة المدى، والتي قد تزيد من فرص الالتهاب.
- تشوهات خلقية في المسالك البولية لدى بعض الأطفال.
اقرأ أيضًا: ما هي جراحة الهوليب؟
أعراض التهاب الخصية
تختلف الأعراض حسب سبب الالتهاب، لكنها غالبًا ما تشمل:
- ألم مفاجئ أو تدريجي في الخصية (قد يكون حادًا أو متوسطًا).
- تورم واحمرار أو دفء في كيس الصفن.
- الحمى والقشعريرة في بعض الحالات.
- ألم أثناء التبول أو الجماع.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي (في بعض الحالات المتقدمة).
- الغثيان أو الانزعاج العام.
في الحالات الفيروسية مثل النكاف، قد تبدأ الأعراض العامة أولًا (مثل الحمى والصداع)، ثم يتبعها تورم الخصية.
التشخيص
يعتمد تشخيص التهاب الخصية على:
- الفحص السريري: يلاحظ الطبيب التورم، الألم، أو التغير في حجم الخصية.
- تحاليل البول: للكشف عن وجود عدوى بكتيرية.
- تحاليل الدم: في حال الشك في سبب فيروسي.
- الموجات فوق الصوتية (السونار): لتأكيد التشخيص واستبعاد أمراض أخرى مثل التواء الخصية أو وجود كتل.
طرق العلاج
يعتمد العلاج على سبب الالتهاب:
1. العلاج الدوائي
- في حالات العدوى البكتيرية: يتم وصف مضادات حيوية فعالة، وغالبًا ما تتحسن الحالة خلال أيام قليلة.
- في حالات العدوى الفيروسية: لا يُستخدم المضاد الحيوي، ويكون العلاج داعمًا فقط لتخفيف الأعراض، مثل استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة.
2. العلاج المنزلي
- الراحة التامة في السرير.
- رفع كيس الصفن باستخدام وسادة صغيرة.
- استخدام كمادات باردة لتخفيف التورم.
- تجنب العلاقة الجنسية حتى زوال الأعراض.
3. الجراحة
في حالات نادرة قد تتطلب الجراحة إذا حدثت مضاعفات مثل خراج في الخصية أو في حال التهاب مزمن لا يستجيب للعلاج الدوائي.
هل التهاب الخصية يؤثر على الخصوبة؟
في معظم الحالات، إذا تم العلاج بسرعة وفعالية، فإن الخصوبة لا تتأثر. لكن في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي التهاب الخصية (خصوصًا الفيروسي أو إذا أصيبت الخصيتان معًا) إلى انخفاض في إنتاج الحيوانات المنوية أو حتى العقم الدائم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت الأعراض التالية:
- ألم شديد ومفاجئ في الخصية.
- ارتفاع في درجة الحرارة مع تورم الخصية.
- تغير في لون كيس الصفن.
- أعراض عدوى بولية مصاحبة (حرقان أو صعوبة في التبول).
الوقاية
- تلقي تطعيم النكاف للأطفال والمراهقين.
- ممارسة الجنس الآمن باستخدام الواقي الذكري للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- معالجة التهابات المسالك البولية والبروستاتا بسرعة قبل أن تمتد إلى الخصيتين.
خلاصة
التهاب الخصية حالة قابلة للعلاج في معظم الحالات، لكنها تتطلب عناية طبية سريعة لتفادي المضاعفات. التشخيص المبكر واتباع الخطة العلاجية المناسبة يُساهم في الشفاء الكامل دون تأثير دائم على الخصوبة أو الصحة العامة.
المراجع: