ما هو المبال الفوقاني

يُعد المبال فوقاني من التشوهات الخِلقية النادرة التي تؤثر على الجهاز البولي، حيث لا يتكوّن مجرى البول بشكل طبيعي أثناء مرحلة نمو الجنين. في هذه الحالة، تظهر فتحة الإحليل في موضع غير معتاد على الجانب العلوي من القضيب عند الذكور أو في منطقة البظر عند الإناث. وقد يترتب على ذلك مشكلات في التحكم بالبول أو صعوبات في الوظيفة البولية، إضافةً إلى تأثيرات محتملة لاحقًا على الجانب الوظيفي للمنطقة التناسلية. يساعد التشخيص المبكر وإدارة الحالة بشكل صحيح في تحسين جودة حياة المصاب بصورة كبيرة.

ما هو المبال فوقاني؟

المبال فوقاني هو خلل يحدث عندما لا يكتمل نمو الإحليل بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى ظهور فتحة البول في موضع أعلى من موقعها الطبيعي. وفي بعض الحالات، قد يكون هذا التشوّه جزءًا من اضطرابات أخرى تُعرف باسم مجمع انقلاب المثانة – المبال فوقاني، والذي قد يترافق مع تشوهات في المثانة أو الحوض. تختلف شدة الحالة من بسيطة إلى معقدة، وتنعكس هذه الدرجة على الأعراض ووظيفة التبول.

أسباب المبال الفوقاني

هناك بعض العوامل التي قد ترتبط بالإصابة بالمبال الفوقاني ومنها:

العوامل البيئية

رغم أن السبب الدقيق للمبال فوقاني غير معروف حتى الآن، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى إمكانية تأثير عوامل بيئية خلال الحمل على نمو الجنين مثل التعرض لبعض الأدوية أو الالتهابات. لكن هذه الترجيحات ما تزال غير مؤكدة علميًا.

العوامل الوراثية والمناعية

تلعب الوراثة دورًا محتملًا في ظهور هذه الحالة، إذ لوحظ انتقال بعض الحالات داخل العائلات. كما قد ترتبط ببعض المتلازمات الجينية النادرة. وتشير بعض الدراسات إلى أن اضطرابات المناعة الذاتية لدى الأم قد تؤثر أيضًا على تكوين المسالك البولية للجنين.

نمط الحياة أثناء الحمل

لا توجد صلة مباشرة بين نمط حياة الأم وحدوث المبال فوقاني، إلا أن الحفاظ على نمط صحي أثناء الحمل يبقى ضروريًا لتعزيز نمو جنيني سليم، مثل تجنب التدخين والكحول والحفاظ على تغذية متوازنة.

عوامل الخطر

هناك بعض العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة بالمبال الفوقاني ومنها:

• تقدم عمر الأم: قد يزيد من احتمال التشوهات الخِلقية عمومًا.
  
• الأمراض الصحية لدى الأم: مثل السكري أو السمنة.
  
• الاختلافات الجغرافية: تشير بعض الدراسات إلى تفاوت نسب الإصابة حسب المنطقة دون تفسير واضح.
  

أعراض المبال الفوقاني

تتباين الأعراض وفقًا لشدة التشوه، إلا أن أبرز العلامات تشمل:

• موضع غير طبيعي لفتحة البول على الجانب العلوي من العضو التناسلي.
  
• سلس البول أو صعوبة التحكم به.
  
• التعرض المتكرر لالتهابات المسالك البولية بسبب التشريح غير الطبيعي.
  
• تأثيرات وظيفية مستقبلية لدى الذكور قد تشمل صعوبات في الأداء الوظيفي للعضو.
  

علامات تستدعي مراجعة الطبيب فورًا

• ألم واضح أثناء التبول
  
• وجود دم في البول
  
• ارتفاع الحرارة أو علامات عدوى
  
• عدم القدرة على التبول
  

تشخيص المبال فوقاني

التقييم السريري

يبدأ التشخيص بجمع تاريخ طبي دقيق، يليه فحص سريري لتحديد مكان فتحة البول وتقييم أي مشكلات مرافقة.

الفحوصات الأخرى

• الموجات فوق الصوتية لفحص المسالك البولية.
  
• الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لتقييم المثانة عند الحاجة.
  
• اختبارات ديناميكية البول لمعرفة طريقة عمل المثانة والإحليل.
  

يحرص الأطباء أيضًا على التفريق بين المبال فوقاني وبين حالات أخرى مثل الإحليل السفلي أو أنواع أخرى من تشوهات المسالك البولية.

الخيارات العلاجية

العلاج الجراحي

الجراحة هي العلاج الأساسي، وتختلف تقنياتها حسب شدة الحالة:

• إصلاح الإحليل بهدف إعادة فتحة البول إلى مكانها الصحيح.
  
• ترميم المثانة عند وجود مشكلات في جدارها أو في حالة انقلاب المثانة المرافق.
  

العلاجات غير الجراحية

قد تُستخدم إلى جانب الجراحة لتحسين النتائج طويلة المدى:

• تمارين عضلات قاع الحوض للمساعدة في التحكم بالبول.
  
• تنظيم النظام الغذائي لدعم صحة المسالك البولية وتقليل الالتهابات.
  

المضاعفات المحتملة

إن لم تُعالج الحالة بالشكل المناسب، قد تظهر مضاعفات مثل:

• استمرار سلس البول
  
• التهابات بولية متكررة
  
• تأثيرات على الوظيفة البولية والإنجابية عند الذكور
  
• آثار نفسية بسبب مظهر المنطقة التناسلية أو صعوبات التحكم بالبول
  

أما المضاعفات قصيرة المدى فتشمل مخاطر الجراحات المعتادة مثل العدوى أو النزيف.

طرق الوقاية

ليس هناك طريقة تضمن منع حدوث المبال فوقاني، لكن يمكن التقليل من عوامل الخطر عبر:

• المتابعة الطبية المنتظمة أثناء الحمل
  
• اتباع نمط صحي للأم يشمل تغذية جيدة وتجنب المواد الضارة
  
• الاستشارة الوراثية للعائلات التي لديها تاريخ بالحالات الخلقية
  

المراجع:

1. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/epispadias
2. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21551-epispadias