Articles
تشوه الأعضاء التناسلية عند الذكور: نظرة عامة
تشوه الأعضاء التناسلية عند الذكور يشير إلى مجموعة من الحالات الخلقية أو المكتسبة التي تؤثر على شكل أو وظيفة القضيب أو الخصيتين أو كيس الصفن. هذه التشوهات قد تظهر عند الولادة أو تتطور مع مرور الوقت، ويمكن أن تتراوح بين مشاكل بسيطة لا تتطلب علاجًا إلى حالات تحتاج إلى تدخل جراحي أو علاجي.
تشوهات الأعضاء التناسلية قد تؤثر على القدرة على التبول، الوظيفة الجنسية، الخصوبة، أو حتى المظهر النفسي والاجتماعي للطفل أو الرجل البالغ. لذلك، الفحص المبكر والمتابعة الطبية تلعب دورًا كبيرًا في تحسين النتائج الصحية والنفسية.
أنواع تشوه الأعضاء التناسلية عند الذكور
1. انحناء القضيب الخلقي (Congenital Penile Curvature)
يحدث هذا التشوه عندما ينحني القضيب أثناء الانتصاب، ويكون واضحًا عادة بعد البلوغ. غالبًا ما يكون الانحناء بسيطًا ولا يتداخل مع الوظيفة الجنسية، لكنه قد يحتاج إلى تصحيح جراحي إذا كان شديدًا أو يسبب صعوبة في الجماع.
2. القضيب الصغير (Micropenis)
صغر حجم القضيب، هو حالة نادرة تصيب الذكور، حيث يكون طول القضيب أقل من الطبيعي بالنسبة لعمر الذكر. عادةً يُعتبر القضيب صغيرًا إذا كان طوله عند الولادة أقل من 2 إلى 2.5 سم، ويُصنف ضمن الحالات الطبية التي قد تتطلب تقييمًا متخصصًا للتأكد من عدم وجود أسباب هرمونية أو وراثية كامنة.
3. المبال التحتاني والفوقي (Hypospadias وEpispadias)
- الإحليل التحتي: فتحة مجرى البول تقع أسفل مكانها الطبيعي في رأس القضيب، وقد تكون في منتصف القضيب أو عند قاعدة القضيب.
- المبال الفوقاني: فتحة مجرى البول تقع في أعلى القضيب بدلاً من الطرف.
يتم علاج هذه الحالات عادة بالجراحة لتصحيح مكان الفتحة وضمان قدرة التبول الطبيعية والمظهر الجمالي المناسب.
4. تشوهات الخصيتين وكيس الصفن
- الخصية المعلقة (Cryptorchidism): عدم نزول الخصية إلى كيس الصفن عند الولادة. يمكن أن يزيد من خطر العقم أو سرطان الخصية لاحقًا إذا لم يتم علاجها.
- دوالي الخصية (Varicocele): تمدد الأوردة داخل كيس الصفن، مما قد يؤدي إلى ألم أو مشاكل في الخصوبة.
- الاستسقاء الصفني (Hydrocele): تراكم السوائل حول الخصية، غالبًا غير مؤلم ويختفي تلقائيًا عند الأطفال، لكنه قد يحتاج للجراحة إذا استمر أو سبب مشاكل.
الأسباب والعوامل المؤثرة
تختلف أسباب تشوه الأعضاء التناسلية بين الخلقي والمكتسب:
- وراثية: حيثُ يزداد خطر الإصابة ببعض تشوهات الأعضاء التناسلية عند الذكور في حال إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (الأب، أو أحد الأشقاء) بهذه المشكلة.
- هرمونية: نقص أو زيادة هرمونات معينة أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على نمو الجهاز التناسلي.
- بيئية: التعرض لبعض المواد الكيميائية أو الأدوية أثناء الحمل قد يزيد من خطر التشوه.
- إصابات: الصدمات أو العدوى بعد الولادة يمكن أن تسبب تشوهات مكتسبة.
الأعراض الشائعة
تشوهات الأعضاء التناسلية يمكن أن تظهر بأشكال مختلفة، منها:
- صعوبة التبول أو تغيير اتجاه تدفق البول.
- ألم أثناء الانتصاب أو الجماع.
- اختلاف واضح في الحجم أو الشكل.
- تأخر نزول الخصيتين عند الولادة.
- مشاكل في الخصوبة لاحقًا.
اقرأ أيضًا: هل السكري يسبب ضعف الانتصاب؟
طرق التشخيص
التشخيص المبكر يعتمد على الفحص السريري والملاحظة الدقيقة:
- الفحص البدني: تقييم طول القضيب، شكل الفتحة البولية، ووضع الخصيتين.
- الموجات فوق الصوتية: لتحديد موقع الخصية أو تقييم الأنسجة الداخلية.
- اختبارات هرمونية: لتحديد أي نقص أو خلل هرموني قد يسبب التشوه.
- التصوير الطبي: في بعض الحالات المعقدة، قد يحتاج الطبيب إلى الأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج تشوهات الأعضاء التناسلية عند الذكور
العلاج غير الجراحي
- المتابعة والمراقبة: بعض الحالات الخفيفة قد تتحسن مع نمو الطفل أو البلوغ.
- العلاج الهرموني: يستخدم لتحفيز نمو القضيب أو نزول الخصية في حالات معينة.
العلاج الجراحي
- تصحيح الإحليل التحتاني والمبال الفوقاني: لتصحيح فتحة مجرى البول وتحسين الشكل والوظيفة.
- الجراحة التصحيحية للإحليل التحتاني والمبال الفوقاني: تُعد الطريقة الرئيسية لعلاج هذه الحالات. تهدف الجراحة إلى إعادة توجيه مجرى البول إلى موقعه الطبيعي على رأس القضيب.غالبًا ما يُنصح بإجراء الجراحة بين عمر 6 إلى 18 شهرًا للأطفال، لضمان أفضل نتائج من الناحية الوظيفية والتجميلية.
- جراحة انحناء القضيب: لتقويم الانحناء الشديد وتحسين القدرة الجنسية.
- جراحة الخصية المعلقة: نقل الخصية إلى كيس الصفن وتقليل خطر العقم أو السرطان.
المراجع: