مرض بيروني

يُعرف مرض بيروني (Peyronie’s disease) عامةً بمصطلح (القضيب المكسور)، وهو يُصيب الرجال بما معدله شخص واحد من كل 11 رجلًا، وتعود التسمية إلى فرانسواه دو لا بيروني؛ وهو جراح فرنسي وصف هذا المرض لأول مرة عام 1743م، فما هي هذه الحالة؟ وما أسبابها؟ وكيف يتم علاجها؟

وهي حالة يُعاني فيها الشخص من انحناء أو إعوجاج القضيب وألمه أثناء الانتصاب، ولكن لا يعني ذلك بأن القضيب المنحني مُصاب بهذه الحالة ضرورةً، فالشكل والحجم قد يختلف من ذكر لآخر، ولكن الانحناء الكبير والألم الشديد لدى البعض هو ما يكون مقصودًا بمرض بيروني.

ولمرض بيروني مراحل:

المرحلة الحادة: وفيها تتشكل أنسجة ندبية داخل القضيب مع الوقت، ويصاحب ذلك زيادة الانحناء والألم سوءًا عند انتصاب القضيب، وعادةً ما تستمر من 5-7 أيام، أو حتى سنة ونصف في حالات نادرة.
المرحلة المزمنة: وفيها تتوقف الأنسجة الندبية عن التطور، ولا ينحني القضيب أكثر من ذلك، ويُصاحبها القليل من الألم، أو قد تكون بدون ألم، وغالباً ما تبدأ هذه المرحلة بعد 12-18 شهر من بدء ظهور الأعراض.

أعراض مرض بيروني

تختلف أعراض مرض بيروني من شخصٍ لآخر؛ فالبعض قد لا تسبب لهم هذه الحالة أي مشاكل أو أعراض، في حين أن آخرين يعانون من أعراض مختلفة، ونذكر من أبرز هذه الأعراض ما يلي:

انحناء القضيب بصورةٍ ملحوظة وشديدة أثناء الانتصاب، سواء للأعلى أو الأسفل أو أحد الجانبين.
ألم شديد عند القذف والانتصاب، وقد يشعر المريض بالألم حتى دون انتصاب.
اختلاف سماكة القضيب من إحدى المناطق عن الأخرى، وقد يبدو بمظهر وكأنه يحتوي على فجوات.
ظهور ندبة أو كتلة واضحة تحت جلد القضيب.
ظهور القضيب بحجمٍ أقصر من الطبيعي.
ضعف القدرة على الحفاظ على الانتصاب.
عدم القدرة على الجماع والإيلاج تمامًا.

أسباب مرض بيروني

تعود الإصابة بمرض بيروني إلى نمو نسيج ندبي داخل القضيب، وقد يحدث ذلك نتيجة عوامل عدة، نذكر من أبرزها ما يلي:

ممارسة الجنس بقوة؛ بحيث يُصاحب ذلك الضغط من عظم العانة لدى الشريك أو ثني القضيب أثناء الإيلاج.
العوامل الوراثية.
تعرض القضيب لإصابة أو ضربة، كما قد يحدث أثناء ممارسة بعض الرياضات.
الخضوع لبعض الجراحات؛ كجراحة البروستات.
الإصابة ببعض الأمراض؛ كالسكري، أو أمراض المناعة الذاتية؛ كالذئبة أو متلازمة شوغرن أو مرض بهجت.
استخدام منتجات التبغ.
استخدام أدوية معينة، فيحدث الانحناء كأحد أعراضها الجانبية؛ ومنها: بعض أدوية ضغط الدم المرتفع كحاصرات بيتا، أو أدوية الإنترفيرون، أو الأدوية المضادة للتشنجات.

طرق تشخيص مرض بيروني

يتم تشخيص مرض بيروني بإجراء الفحص البدني للكشف عن وجود الانحناءات أو الأنسجة الندبية تحت جلد القضيب، وقد تُجرى فحوصات أخرى لتأكيد التشخيص، منها تصوير القضيب بعد حقن مادة معينة فيه، وغالباً ما يُجرى ذلك بالموجات فوق الصوتية.

علاج مرض بيروني

يوصي الطبيب بالعلاج في حال كانت الأعراض شديدة أو أثرت في حياة الفرد ونفسيته، ويختلف العلاج من فردٍ لآخر، وقد تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

العلاجات غير الجراحية

وتوصف في المرحلة الحادة من المرض، ومنها الآتي:

حقن مواد معينة في القضيب: تحديدًا في الأنسجة الندبية المتشكلة فيه، ومن هذه الأدوية: كولاجيناز كلوستريديوم هستوليتيكوم (Xiaflex)، أو فيرباميل (Verapamil)، أو الإنترفيرون ألفا-2ب (Interferon-alpha 2b).
الأدوية الفموية: ومنها: مسكنات الألم، وعلى الرغم من عدم وجود أدوية فموية تعالج انحناء القضيب، إلا أن إعطاء أمينوبنزوات البوتاسيوم (Potassium Aminobenzoate) الذي يمثل أحد أشكال فيتامين ب يساهم في تخفيف الأنسجة الندبية، ولكنه لا يُخفف الانحناء.
استخدام أجهزة السحب والشفط: وذلك بهدف شد أو ثني القضيب لتقليل الانحناء.
العلاج بالموجات الصادمة: لتخفيف الألم الذي تسببه الأنسجة الندبية.
الإرحال الأيوني (Iontophoresis): وفيه يتم استخدام تيار كهربائي لإدخال دوائيّ فيراباميل والكورتيزون في جلد القضيب.

العلاجات الجراحية

وتكون بهدف إزالة الأنسجة الندبية وتعديل انحناء القضيب في حال فشل العلاجات السابقة في تحسين الأعراض، أو تسبب الأعراض بمشاكل شديدة تؤثر في الرجل وعلاقته مع زوجته، وهناك علاجات مختلفة تُجرى تبعاً لما يتناسب مع حالة المريض.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن يزول مرض بيروني من تلقاء نفسه دون علاج؟

نعم في حالات نادرة ومحدودة للغاية، فمعظم الحالات تظل الحالة كما هي أو تزداد سوءًا، وبشكلٍ عام فإن العلاج المبكر يساهم في تحسّن الأعراض ومنع تفاقم الحالة.

ماذا يحدث في حال لم يتم علاج مرض بيروني؟

يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات عدة، منها الآتي:

ظهور تشوهات في وظيفة أو هيكل القضيب.
مشاكل نفسية؛ كالشعور باكتئاب وقلق وتوتر.
عدم القدرة على الانتصاب، ومشاكل في العلاقة مع الشريك.
العقم ومشاكل الخصوبة.

ما هي تمارين علاج مرض بيروني؟

يمكن تحسين أعراض مرض بيروني من خلال إجراء تمارين معينة، ومنه الآتي:

تدليك القضيب بطريقةٍ معينة؛ وفيها يتم الإمساك بالقضيب باستخدام الإبهام والسبابة بطريقةٍ كما لو أنك تُشير بعلامة “OK”، مع تثبيت قاعدة القضيب، ومن ثم تحريك اليد لأعلى وأسفل بين القاعدة وطرف القضيب مع الضغط عدة مرات وإراحة القضيب باستمرار، وينصح بتكرار ذلك 200 مرة.
إمساك القضيب من خلف رأسه، ومن ثم سحبه بعيدًا عن الجسم لمدة 10-15 ثانية، ويلي ذلك تحريره ببطء، وينصح بالقيام به باتجاهات مختلفة.

ما العلاقة بين مرض بيروني والفياجرا؟

يساهم استخدام الفياغرا من قبل المصابين بمرض بيروني في تحسين الانتصاب من خلال تعزيز توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى القضيب، ولكن الفياغرا لا تُحسّن تشوهات القضيب التي تسبب بها المرض.

هل يعتبر مرض بيروني سرطانياً؟

لا، فالأنسجة المتشكلة تكون ندبية وليست سرطانية.

هل يفيد فيتامين E في علاج مرض بيروني؟

يُشير د. أحمد شعبان أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية والعقم وجراحة المنظار وزراعة الكلى إلى أنّ فيتامين e لا يفيد في حالات مرض بيروني ولا يُعدّ علاجًا فعالًا وأغلب المصابين بمرض بيروني لم يلاحظوا أي تحسن على حالتهم عند استخدامهم له.